أديس أبابا
في تطور لافت على الساحة الإريترية، أعلنت حركة “الثورة الزرقاء”، التي يقودها إريتريون في الشتات، عن تشكيل جناح مسلح مدعوم من إثيوبيا بهدف الإطاحة بنظام الرئيس الإريتري أسياس أفورقي. جاء هذا الإعلان عقب مؤتمر واسع عقدته الحركة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 27 يناير 2025، حيث تجمع الآلاف من أعضاء الشتات الإريتري في حدث يمثل نقطة تحول كبيرة في جهود الحركة.
قررت الحركة تحويل جهودها نحو العمل العسكري بعد الفشل في تحقيق تقدم ملحوظ من خلال الأنشطة السياسية والدعوية. وأكد المتحدثون باسم الحركة أن العديد من الأعضاء مستعدون للتضحية بحياتهم من أجل إريتريا حرة وكريمة، مع طموحهم في الإطاحة بنظام أفورقي من خلال العمل العسكري بالتوازي مع الضغط السياسي والدبلوماسي. منذ عام 2022، شهدت العديد من مدن العالم الغربية احتجاجات منسقة ضد القمع الذي يمارسه نظام أفورقي. وقد تزايدت هذه الاحتجاجات في السنوات الأخيرة، مع تصاعد العنف في بعض الأحيان، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة، وأسفرت عن إصابة العديد من الأشخاص. كشف تقرير من مصادر إريترية عن مخطط إثيوبي لدعم الجماعات المعارضة للنظام الإريتري في إطار مساعيها للإطاحة بنظام أفورقي. تسعى إثيوبيا من خلال هذا الدعم إلى إشعال صراع داخلي في إريتريا، مما يشكل تهديدًا جديدًا لاستقرار منطقة القرن الأفريقي.
تعمل إثيوبيا على تنسيق جهود المعارضة الإريترية عبر دعم مجموعة متنوعة من الجماعات الإريترية، بما في ذلك جماعات الكوناما وقطاعات من العفار، بهدف توحيد المعارضة المنقسمة التي تشمل فصائل سابقة من جبهة تحرير إريتريا. من جانبها، تحاول إريتريا جذب جماعات العفار في إثيوبيا لدعم حكومتها، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين منافسة إقليمية. أصبحت حركة “الثورة الزرقاء” رمزًا للمقاومة ضد النظام القمعي في إريتريا. تنتشر مقاطع الفيديو التي تظهر تدريبات مقاتلي الحركة، التي تضم عناصر من الشتات الإريتري والشباب المناضلين من داخل إريتريا.
وتسعى الحركة إلى إسقاط النظام من خلال وسائل سياسية وعسكرية واقتصادية، مع تركيز خاص على ضرب المؤسسات الاقتصادية الإريترية التي تمثل عصب النظام. تروج الحركة لفكرة أن الرئيس أسياس أفورقي يعد لنقل السلطة إلى ابنه، مما يعزز القلق من استمرارية إرث القمع وعدم الاستقرار في إريتريا. وتهدف الحركة إلى تعبئة الشعب الإريتري ضد النظام المستبد وتوضيح المخاطر التي قد تنجم عن استمرار حكم أفورقي ووريثه، مما يجعل الإطاحة بالنظام أمرًا حيويًا بالنسبة لمستقبل البلاد. في ضوء هذه التحولات، تتجه الأنظار نحو الوضع الإريتري الذي يزداد تعقيدًا في ظل التحركات العسكرية الجديدة وتدخلات إثيوبيا. من الواضح أن إريتريا مقبلة على مرحلة جديدة من الصراع السياسي والعسكري، في وقت يعاني فيه شعبها من سنوات طويلة من القمع السياسي والتهميش.
إري نيوز 24